موقع قناة العربية على الإنترنت، ذكر في وقت مبكر من صباح الأربعاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أن الأمير محمد بن سلمان غادر تونس متوجهاً إلى الأرجنتين لحضور قمة مجموعة العشرين.
وليس معروفاً سبب قصر الزيارة، وما إذا كانت الاحتجاجات التي شهدتها تونس رفضاً لاستقبال محمد بن سلمان قد أثرت على جدول زيارته، علماً أنه كان قادماً من مصر التي زارها لمدة يومين، وقبلها البحرين التي أقام بها يوماً كاملاً، والإمارات التي غادرها بعد 4 أيام.
أول احتجاجات في العالم العربي ضد ولي العهد السعودي
وشارك مئات التونسيين في أول احتجاجات بالعالم العربي ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث اتهموه بالضلوع في قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
والاحتجاجات مشهد لم يتعود عليه الأمير محمد، إذ إنه لا يواجه انتقادات علنية في بلاده بينما لقي استقبالاً حافلاً في وقت سابق خلال جولته العربية التي شملت البحرين والإمارات ومصر.
ورفع مئات المحتجين الذي تجمعوا بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة تونس شعارات ضد زيارة الأمير محمد.
ورددوا هتافات: «بن سلمان يا غدار.. ارفع يدك عالأحرار» و «بن سلمان القاتل لا أهلاً ولا سهلاً».
ورفع المحتجون صوراً لولي العهد ظهر فيها ويداه ملطختان بالدماء، وصوراً أخرى ظهر فيها وفي يده منشار، وكتب عليها: «عار عار استقبال أبو منشار».
وعرض متظاهرون صورة كبيرة عليها رسم كاريكاتيري يظهر الرئيس التونسي يصب الماء على يدي الأمير محمد وهما ملطختان بالدماء، في إشارة إلى أن السبسي يسعى لتلميع صورة ولي العهد السعودي.
ورفع المحتجون أعلام تونس ومصر وفلسطين والجزائر.
وأمس أيضاً نظم العشرات احتجاجاً في قلب العاصمة إضافة إلى عرض مسرحي ساخر ضد الأمير محمد جسّده مهرجون أمام المسرح البلدي بتونس.
ورافقت الاحتجاجات في تونس تصريحات من اتحاد الصحفيين التونسيين وعشرات المنظمات غير الحكومية التي تشجب زيارة الأمير محمد، واصفة إياها بأنها «اعتداء على مبادئ» الربيع العربي الذي جلب الديمقراطية وحرية التعبير لتونس .
وتونس من بين دول قليلة في العالم العربي التي يسمح فيها بمثل هذه الاحتجاجات ضد زيارة رؤساء أو قادة منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
المشهد على الجانب الرسمي كان مختلفاً تماماً
أما على الجانب الرسمي، فكان المشهد مختلفاً، فقد كان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في استقبال الأمير محمد بالمطار الرئاسي.
وسعياً على ما يبدو لتفادي إحراج ضيفها السعودي، اكتفت الرئاسة التونسية بدعوة المصورين ولم تنظم مؤتمراً صحافياً على عكس ما تعودت أن تفعل في مثل هذه الزيارات.
وقال الأمير محمد للتلفزيون الرسمي التونسي: «علاقاتنا مع تونس ممتازة منذ وقت طويل.. ولا يمكن أن أزور شمال أفريقيا دون زيارة تونس، وسيادة الرئيس هو مثل والدي».
وقال السبسي إنه يأمل أن تكون هذه الزيارة انطلاقة جديدة لدفع العلاقات بين البلدين.
وأدى قتل خاشقجي الكاتب بصحيفة واشنطن بوست وأحد منتقدي الأمير محمد قبل 6 أسابيع في قنصلية بلاده في اسطنبول إلى توتر علاقات السعودية مع الغرب وأثر سلباً على صورة الأمير محمد في الخارج.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد على متانة العلاقات بين البلدين، وقال إن «أمن واستقرار المملكة العربية السعودية جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».
arabicpost
مواضيع: